الرئيسية
الغزل الشعري
الغزل في اللغه محادثه النساء و الافاضه
بذكرهن، و في الاصطلاح الادبي هو غرض من اغراض الشعر الغنائي موضوعه الحب و الوجد.
و ربما كان الادب العربي من اكثر الآداب العالميه احتفالاً بالغزل حتي بات استهلال
القصائده به قاعده عامه من قواعد النظم في الماضي.
و الغزل في العرف الشرعي الفارسي لم يعد
غرضاً من اغراض الشعر فحسب كما هو الحال في العربيه، بل اضحي ايضاً ضرباً من ضروب
الشعر ذي ملامح خاصه و مواصفات محدده. و لهذا لايسمي في الفارسيه «غزلاً» كل شعر
يتحدث عن الحب و الحبيب، بل الغزل الفارسي يعني المنظومه الشعريه التي لا يقل عدد
ابياتها عن خمسه و لا يزد عن أربعه عشر، مهما كان غرض تلك المنظومه.
و قد اعتاد شعراء الفارسيه علي نظم 8 و 9
أبيات في الغزل، و يعدّ مذموماً اذا تجاوز هذا المقدار. و يشترط في ابيات الغزل
الفارسي ان تكون علي قافيه واحده مع ضروره ان يحمل صدر البيت الاول نفس القافيه.
و اعتاد شعراء الغزل الفارسي علي ذكر تخلصهم
(الاسم الشعري) في البيت الاخير من الغزل.
و الغزل الفارسي من حيث نمط الابيات تبلورت
له بمرور الزمان للغه خاصه: بسيطه و جميله، ربما هي مزيج متناسب من لغه الشاعرين
الكبيرين سعدي و حافظ.
و منذ النصف الثاني من القرن الهجري الرابع
بدأت فتره اختلاط الاساليب الغزليه، حيث لم يعد بالامكان ملاحظه اسلوب غزلي محدد
او معالم مبلوره لغزل يفرض نفسه علي الساحه الشعريه، بل كانت هناك مجموعه من
الاساليب و الاتجاهات الغزليه التي لم يتفوق احدها علي الآخر .. فنجد مثلاً
استمرار الاسلوب العراقي عند محمد حسين شهريار، و حسين بجمان بختياري، و ابي الحسن
الوزيري و غيرهم . كما نجد الاسلوب الاصفهاني ـ و ان كان بنسبه اقل ـ عند بعض
الشعراء كأميري فيروزكوهي، و برتو بيضائي و غيرهما. و هناك اسلوب آخر بين
الاسلوبين العراقي و الاصفهاني و يسمي بالاسلوب الطهراني و يشاهد عند رهي معيري و
علي اشتري و غيرهما. و يلاحظ ايضاً اسلوب آخر يجمع بين الاسلوبين العراقي و
الطهراني، و قد ابتدعه شعراء محسوبون علي التجديد الادبي مثل فريدون توللي، و
هوشنغ ابتهاج.
و ابتدع الشاعر نيما اسلوباً جديداً في
الغزل الفارسي المعاصر يتمثل في الخروج علي نظام القافيه و الوزن الواحد و يعبر عن
هذا النوع من الغزل بـ«الغزيل». و حذا حذو نيما شعراء آخرون مثل «اخوان ثالث» و
«فريدون مشيري» و غيرهما.
و لا شك انّ هذه النتاجات الجديده من الغزل
قد فتحت آفاقاً جديده امام الشعر الفارسي، و حازت علي مكانه مرموقه الي جانب الشعر
الفارسي القديم، لانها تملك ـ في اغلبها ـ خصائص الشعر الغنائي و الغزلي، و لانها
ايضاً تمتاز بقوه العاطفه و الخيال اللذين هما من الخصائص الاساسيه للشعر الغزلي. و
هي بمجملها رصينه من حيث اللغه، و قويه من حيث الخيال، و ساحره من حيث الايقاعات
الشعريه.
و يعتقد الدكتور سيروس شيما انّ انواع الغزل
التي ظهرت منذ المشروطه و حتي يومنا هذا هي:
1. الغزل الوطني: و ظهر في اشعار عارف
القزويني و فرخي يزدي و ابي القاسم لاهوتي.
2. الغزل التقليدي: و هو الغزل الذي يعدّ
استمراراً لاسلوب الغزل القديم، او بعباره اخري الغزل الذي نظم تقليداً للاسلوبين
العراقي و الهندي. و يقف في طليعه شعراء هذا الغزل كل من شهريار و رهي معيري.
3. الغزل الجديد او التصويري: و وجد هذا النوع
من الغزل بتأثير الشعر الجديد و ظهرت فيه كافيه مواصفات هذا الشعر علي صعيدي اللغه
و المضمون. و لم تتبلور ملامح هذا النوع من الغزل حتي الآن لكثره ما تطرأ عليه من
تغييرات بفعل الحركه التجديديه الشعريه. و من اشهر شعراء هذا الغزل حسين منزوي، و
محمد ذكائي، و ولي الله دروديان.
الرباعي
الرباعي قالب شعري يختص به الشعر الفارسي، و
يراد به المقطوعه الشعريه المؤلفه من اربعه اشطر، يكون كل شطر فيها علي وزن عباره
«لا حول و لا قوه الا بالله». و يكون الشطر الاول و الثاني و الرابع علي قافيه
واحده عاده، اما اذا جاء الشطر الثالث علي نفس القافيه ايضاً، عدّ ذلك الرباعي
رباعياً محموداً.
و من شروط الرباعي عدا ما ذكرناه ان يتناول
موضوعاً مهماً و يكون ذا مضمون عال، و لا يعّد الرباعي رباعياً مقبولاً اذا لم
ينطبق عليه هذا الشرط.
و أشهر الرباعيات الفارسيه هي تلك المنسوبه
الي الشاعر الشهير عمر الخيام. و ورد في «المعجم المفصل» انّ رباعيات الخيام
«طليعه تجديديه في الشعر الفارسي حررته من قيد التقاليد و فكت اسره من الجمود. و
هي في شفافيه التعبير عن معاناه صاحبها اشبه بالضوء المنبعث من السراج و العبير
المنداح من الزهره، و التغريد المنساب من الطير .. الرباعيات كانت معينا خصبا
استقي منه شعراء الفرس المتفوقون من بعده. و كان عمر الخيام كالفردوسي عنواناً
بارزاً من عناوين العبقريه الفارسيه علي
مر العصور».
و قام عد من الادباء العرب بتعريب رباعيات
الخيام نثراً و شعراً و من اشهرهم احمد الصافي النجفي و احمد رامي، و وديع
البستاني و جميل صدقي الزهاوي، و محمد السباعي، و احمد حامد، و محمد الهاشمي.
و من ترجمه احمد رامي الشعريه:
هوّن علي النفس
احتمال الهموم و اغنم صفا العيش الذي
لا يدوم
سنترك الدنيا فما
بالنا نضيع منها لحظات النعيم
و ايضاً:
تناثرت ايام هذا
العمر تناثر الاوراق حول الشجر
فانعم من الدنيا
بلذاتها من قبل ان تسقيك كف القدر
الدوبيتي
قالب فارسي بحت، مركب من «دو» الفارسيه
بمعني اثنين و «بيت» العربيه و يراد بها البيت الشعري. و قد ازدهر هذا القالب
الشعري في الادب الفارسي، لكنه لم ينجح في الادب العربي رغم المحاولات العديده
لمحاكات الاشعار الفارسيه المنظومه وفق هذا الاطار الشعري و ذلك يعود لانسجامه مع
الايقاع الشعري للمفردات الفارسيه و تناسبه مع الذوق الفارسي.
و نشاهد في العربيه نماذج من الدوبيتي كما
يلي:
نفسي لك زائراً و
في البؤس فدي يا مؤنس وحدتي اذا الليل
هدا
ان كان فراقنا مع الصبح
بدا لا اسفر بعد ذلك صبح أبدا
و يلاحظ حديثاً ظهور نوع من الدوبيتي عرف
بـ«الدوبيتي المتصل»، و من ميزاته انه يتألف من عده مقاطع علي وزن واحد، و كل مقطع
يتألف من بيتين متشابهين في القافيه. و هناك شعراء ذهبوا اكثر من ذلك مثل الشاعر
بهار الذي وحّد ايضاً بين قافيه الشطرين الاول و الثالث، فضلاً عن القافيه الواحده
للبيتين.
المثنوي
من القوالب الايرانيه الاصيله، و قد حقق
نجاحاً منقطع النظير في الادب الفارسي و نظمت به اعظم روائع الادب الحماسي و
الغنائي و العرفاني و التعليمي، مثل شاهنامه الفردوسي، و خمسه النظامي، و مثنويات
جلال الدين الرومي، و بوستان سعدي، و منطق الطير لعطار نيشابوري.
و يعد المثنوي من اقدم ضروب الشعر الفارسي،
و قد اخذه العرب عن الايرانيين حسبما جاء في صاحب «الميزان الوافي»: «و لم يكن
للمتقدين من العرب الا القطعات و القصائد، و المتأخرون اخذوا سائر انواع الابيات
من العجم كالرباعي المشتهر بالدبيت و المزدوجه المعروفه بالمثنوي».
كما ان بعض المحققين الادبيين العرب
المعاصرين مثل عبدالوهاب عزام قد اعترف باصاله المثنوي عبدالوهاب عزام قد اعترف
باصاله المثنوي الفارسي و نزعه الشعراء الفرس اليه في بدايه ظهور الشعر الفارسي.
و يقال للمثنوي، المزدوج ايضاً. و هو عباره
عن ابيات شعريه علي وزن واحد غير ان كل شطرين منها علي قافيه واحده.
و المثنوي من حيث الانشاد اسهل انواع الشعر.
فالشاعر لا يجد صعوبه فيه من حيث القافيه. لهذا يستخدم هذا النوع من الشعر غالباً
في الحكايات و الاساطير و الوقائع التاريخيه.
و المثنوي ينظم علي اوزان مختلفه اشهرها المتقارب
الذي نظمت فيه الشاهنامه، و الرمل المسدس المحذوف الذي نظمت فيه مثنويات جلال
الدين بلخي (الرومي) المعروف بـ«مولوي» و التي تبدأ بالبيت التالي:
بشنو از ني چون
حكايت مي كند از جدائيها شكايت مي كند
و يعزو الدكتور شفيعي كدكني عدم استخدام
شعراء العرب لهذا القالب الشعري الي ان موسيقي القوافي في قالب المثنوي ليست في حد
الاشباع و الكفايه بالنسبه للعرب. فتغير القافيه السريع لا يبقي ـ ضمن اطار الذوق
العربي ـ مجالاً لاستمرار موسيقي القوافي، و لا يحصل السامع علي اللذه الناجمه عن
توالي القوافي. و من هنا نفهم ايضاً مدي تفاوت اهميه القافيه في شعر اللغتين
الفارسيه و العربيه. فقوا في المثنوي كافيه من وجهه نظر الايراني لاعطاء موسيقي
كامله و اشباع الذوق و رسم الصوره الفنيه، في حين لا يشعر العربي بمثل هذا الشعور.
و كان هذا هو السبب الذي حرم العرب من ان تكون لهم آثار ملحميه عظيمه علي غرار
الشاهنامه، علي اعتبار انّ توالي القافيه الواحده ليس بامكانه ان يصوغ مثل هذا
الآثار التي وصلت ابيات بعضها الي اكثر من 60 ألف بيت شعر.
القصيده
ليس هذا الشكل من الشعر اصيلاً في الادب
الفارسي، و انما هو تقليد للشعر العربي .. و تعد القصيده عند العرب ارقي النماذج
الشعريه، و يعزو جرجي زيدان ذلك الي استعداد اللغه العربيه لاحتضان هذا القالب
نظراً لكثره المترادفات في هذه اللغه مما يسهّل عمليه التقفيه.
و القصيده في عرف الادب الفارسي ضرب من ضروب
الشعر الفاري لا يقل عدد ابياتها عن 14 بيتاً و تكون علي قافيه واحده و وزن واحد
مع ضروره ان يكون صدر البيت الاول بنفس القافيه، و لا حدود لعدد ابياتها و ان كان
هناك من لا يجيز تجاوزه عن 120 بيتاً.
و اغراض القصيده غير محدوده ايضاً فهي قد
تكون في المدح و الذم و الهجاء، و قد تكون ذات مضامين علميه و فلسفيه و عرفانيه. و
غالباً ما تبدأ بالغزل و النسيب و وصف الربيع.
و طريقه الانتقال من الغزل الي الموضوع
الاصلي للقصيده و التي تدعي بـ«التخلص» تتطلب براعه خاصه و حسن ذوق كبير. و نظراً
لاهميه ذلك فقد ادرج عنوان «حسن التخلص» ضمن فقرات البديع.
و من مختصات القصيده و التي درج عليها قدماء
الشعراء ان يؤتي آخرها بيت او بيتين علي شكل دعاء و يدعي هذا الدعاء بـ«الشريطه».
و قطعت القصيده مساراً طويلاً فقد ظلت حتي
نهايه القرن السادس و الذي يدعي بعصر القصيده، ضمن اطار المدح و اطراء الممدوح، مثلما
هو واضح في قصائد فرفي و انوري و ظهير الفاريابي.
و قد أجاد بعض الشعراء المعاصرين في نظم
القصيده مثل ملك الشعراء بهار و الدكتور لطف علي صورتكر، و محمود فرخ و مهرداد
اوستا.
الغزل في اللغه محادثه النساء و الافاضه
بذكرهن، و في الاصطلاح الادبي هو غرض من اغراض الشعر الغنائي موضوعه الحب و الوجد.
و ربما كان الادب العربي من اكثر الآداب العالميه احتفالاً بالغزل حتي بات استهلال
القصائده به قاعده عامه من قواعد النظم في الماضي.
و الغزل في العرف الشرعي الفارسي لم يعد
غرضاً من اغراض الشعر فحسب كما هو الحال في العربيه، بل اضحي ايضاً ضرباً من ضروب
الشعر ذي ملامح خاصه و مواصفات محدده. و لهذا لايسمي في الفارسيه «غزلاً» كل شعر
يتحدث عن الحب و الحبيب، بل الغزل الفارسي يعني المنظومه الشعريه التي لا يقل عدد
ابياتها عن خمسه و لا يزد عن أربعه عشر، مهما كان غرض تلك المنظومه.
و قد اعتاد شعراء الفارسيه علي نظم 8 و 9
أبيات في الغزل، و يعدّ مذموماً اذا تجاوز هذا المقدار. و يشترط في ابيات الغزل
الفارسي ان تكون علي قافيه واحده مع ضروره ان يحمل صدر البيت الاول نفس القافيه.
و اعتاد شعراء الغزل الفارسي علي ذكر تخلصهم
(الاسم الشعري) في البيت الاخير من الغزل.
و الغزل الفارسي من حيث نمط الابيات تبلورت
له بمرور الزمان للغه خاصه: بسيطه و جميله، ربما هي مزيج متناسب من لغه الشاعرين
الكبيرين سعدي و حافظ.
و منذ النصف الثاني من القرن الهجري الرابع
بدأت فتره اختلاط الاساليب الغزليه، حيث لم يعد بالامكان ملاحظه اسلوب غزلي محدد
او معالم مبلوره لغزل يفرض نفسه علي الساحه الشعريه، بل كانت هناك مجموعه من
الاساليب و الاتجاهات الغزليه التي لم يتفوق احدها علي الآخر .. فنجد مثلاً
استمرار الاسلوب العراقي عند محمد حسين شهريار، و حسين بجمان بختياري، و ابي الحسن
الوزيري و غيرهم . كما نجد الاسلوب الاصفهاني ـ و ان كان بنسبه اقل ـ عند بعض
الشعراء كأميري فيروزكوهي، و برتو بيضائي و غيرهما. و هناك اسلوب آخر بين
الاسلوبين العراقي و الاصفهاني و يسمي بالاسلوب الطهراني و يشاهد عند رهي معيري و
علي اشتري و غيرهما. و يلاحظ ايضاً اسلوب آخر يجمع بين الاسلوبين العراقي و
الطهراني، و قد ابتدعه شعراء محسوبون علي التجديد الادبي مثل فريدون توللي، و
هوشنغ ابتهاج.
و ابتدع الشاعر نيما اسلوباً جديداً في
الغزل الفارسي المعاصر يتمثل في الخروج علي نظام القافيه و الوزن الواحد و يعبر عن
هذا النوع من الغزل بـ«الغزيل». و حذا حذو نيما شعراء آخرون مثل «اخوان ثالث» و
«فريدون مشيري» و غيرهما.
و لا شك انّ هذه النتاجات الجديده من الغزل
قد فتحت آفاقاً جديده امام الشعر الفارسي، و حازت علي مكانه مرموقه الي جانب الشعر
الفارسي القديم، لانها تملك ـ في اغلبها ـ خصائص الشعر الغنائي و الغزلي، و لانها
ايضاً تمتاز بقوه العاطفه و الخيال اللذين هما من الخصائص الاساسيه للشعر الغزلي. و
هي بمجملها رصينه من حيث اللغه، و قويه من حيث الخيال، و ساحره من حيث الايقاعات
الشعريه.
و يعتقد الدكتور سيروس شيما انّ انواع الغزل
التي ظهرت منذ المشروطه و حتي يومنا هذا هي:
1. الغزل الوطني: و ظهر في اشعار عارف
القزويني و فرخي يزدي و ابي القاسم لاهوتي.
2. الغزل التقليدي: و هو الغزل الذي يعدّ
استمراراً لاسلوب الغزل القديم، او بعباره اخري الغزل الذي نظم تقليداً للاسلوبين
العراقي و الهندي. و يقف في طليعه شعراء هذا الغزل كل من شهريار و رهي معيري.
3. الغزل الجديد او التصويري: و وجد هذا النوع
من الغزل بتأثير الشعر الجديد و ظهرت فيه كافيه مواصفات هذا الشعر علي صعيدي اللغه
و المضمون. و لم تتبلور ملامح هذا النوع من الغزل حتي الآن لكثره ما تطرأ عليه من
تغييرات بفعل الحركه التجديديه الشعريه. و من اشهر شعراء هذا الغزل حسين منزوي، و
محمد ذكائي، و ولي الله دروديان.
الرباعي
الرباعي قالب شعري يختص به الشعر الفارسي، و
يراد به المقطوعه الشعريه المؤلفه من اربعه اشطر، يكون كل شطر فيها علي وزن عباره
«لا حول و لا قوه الا بالله». و يكون الشطر الاول و الثاني و الرابع علي قافيه
واحده عاده، اما اذا جاء الشطر الثالث علي نفس القافيه ايضاً، عدّ ذلك الرباعي
رباعياً محموداً.
و من شروط الرباعي عدا ما ذكرناه ان يتناول
موضوعاً مهماً و يكون ذا مضمون عال، و لا يعّد الرباعي رباعياً مقبولاً اذا لم
ينطبق عليه هذا الشرط.
و أشهر الرباعيات الفارسيه هي تلك المنسوبه
الي الشاعر الشهير عمر الخيام. و ورد في «المعجم المفصل» انّ رباعيات الخيام
«طليعه تجديديه في الشعر الفارسي حررته من قيد التقاليد و فكت اسره من الجمود. و
هي في شفافيه التعبير عن معاناه صاحبها اشبه بالضوء المنبعث من السراج و العبير
المنداح من الزهره، و التغريد المنساب من الطير .. الرباعيات كانت معينا خصبا
استقي منه شعراء الفرس المتفوقون من بعده. و كان عمر الخيام كالفردوسي عنواناً
بارزاً من عناوين العبقريه الفارسيه علي
مر العصور».
و قام عد من الادباء العرب بتعريب رباعيات
الخيام نثراً و شعراً و من اشهرهم احمد الصافي النجفي و احمد رامي، و وديع
البستاني و جميل صدقي الزهاوي، و محمد السباعي، و احمد حامد، و محمد الهاشمي.
و من ترجمه احمد رامي الشعريه:
هوّن علي النفس
احتمال الهموم و اغنم صفا العيش الذي
لا يدوم
سنترك الدنيا فما
بالنا نضيع منها لحظات النعيم
و ايضاً:
تناثرت ايام هذا
العمر تناثر الاوراق حول الشجر
فانعم من الدنيا
بلذاتها من قبل ان تسقيك كف القدر
الدوبيتي
قالب فارسي بحت، مركب من «دو» الفارسيه
بمعني اثنين و «بيت» العربيه و يراد بها البيت الشعري. و قد ازدهر هذا القالب
الشعري في الادب الفارسي، لكنه لم ينجح في الادب العربي رغم المحاولات العديده
لمحاكات الاشعار الفارسيه المنظومه وفق هذا الاطار الشعري و ذلك يعود لانسجامه مع
الايقاع الشعري للمفردات الفارسيه و تناسبه مع الذوق الفارسي.
و نشاهد في العربيه نماذج من الدوبيتي كما
يلي:
نفسي لك زائراً و
في البؤس فدي يا مؤنس وحدتي اذا الليل
هدا
ان كان فراقنا مع الصبح
بدا لا اسفر بعد ذلك صبح أبدا
و يلاحظ حديثاً ظهور نوع من الدوبيتي عرف
بـ«الدوبيتي المتصل»، و من ميزاته انه يتألف من عده مقاطع علي وزن واحد، و كل مقطع
يتألف من بيتين متشابهين في القافيه. و هناك شعراء ذهبوا اكثر من ذلك مثل الشاعر
بهار الذي وحّد ايضاً بين قافيه الشطرين الاول و الثالث، فضلاً عن القافيه الواحده
للبيتين.
المثنوي
من القوالب الايرانيه الاصيله، و قد حقق
نجاحاً منقطع النظير في الادب الفارسي و نظمت به اعظم روائع الادب الحماسي و
الغنائي و العرفاني و التعليمي، مثل شاهنامه الفردوسي، و خمسه النظامي، و مثنويات
جلال الدين الرومي، و بوستان سعدي، و منطق الطير لعطار نيشابوري.
و يعد المثنوي من اقدم ضروب الشعر الفارسي،
و قد اخذه العرب عن الايرانيين حسبما جاء في صاحب «الميزان الوافي»: «و لم يكن
للمتقدين من العرب الا القطعات و القصائد، و المتأخرون اخذوا سائر انواع الابيات
من العجم كالرباعي المشتهر بالدبيت و المزدوجه المعروفه بالمثنوي».
كما ان بعض المحققين الادبيين العرب
المعاصرين مثل عبدالوهاب عزام قد اعترف باصاله المثنوي عبدالوهاب عزام قد اعترف
باصاله المثنوي الفارسي و نزعه الشعراء الفرس اليه في بدايه ظهور الشعر الفارسي.
و يقال للمثنوي، المزدوج ايضاً. و هو عباره
عن ابيات شعريه علي وزن واحد غير ان كل شطرين منها علي قافيه واحده.
و المثنوي من حيث الانشاد اسهل انواع الشعر.
فالشاعر لا يجد صعوبه فيه من حيث القافيه. لهذا يستخدم هذا النوع من الشعر غالباً
في الحكايات و الاساطير و الوقائع التاريخيه.
و المثنوي ينظم علي اوزان مختلفه اشهرها المتقارب
الذي نظمت فيه الشاهنامه، و الرمل المسدس المحذوف الذي نظمت فيه مثنويات جلال
الدين بلخي (الرومي) المعروف بـ«مولوي» و التي تبدأ بالبيت التالي:
بشنو از ني چون
حكايت مي كند از جدائيها شكايت مي كند
و يعزو الدكتور شفيعي كدكني عدم استخدام
شعراء العرب لهذا القالب الشعري الي ان موسيقي القوافي في قالب المثنوي ليست في حد
الاشباع و الكفايه بالنسبه للعرب. فتغير القافيه السريع لا يبقي ـ ضمن اطار الذوق
العربي ـ مجالاً لاستمرار موسيقي القوافي، و لا يحصل السامع علي اللذه الناجمه عن
توالي القوافي. و من هنا نفهم ايضاً مدي تفاوت اهميه القافيه في شعر اللغتين
الفارسيه و العربيه. فقوا في المثنوي كافيه من وجهه نظر الايراني لاعطاء موسيقي
كامله و اشباع الذوق و رسم الصوره الفنيه، في حين لا يشعر العربي بمثل هذا الشعور.
و كان هذا هو السبب الذي حرم العرب من ان تكون لهم آثار ملحميه عظيمه علي غرار
الشاهنامه، علي اعتبار انّ توالي القافيه الواحده ليس بامكانه ان يصوغ مثل هذا
الآثار التي وصلت ابيات بعضها الي اكثر من 60 ألف بيت شعر.
القصيده
ليس هذا الشكل من الشعر اصيلاً في الادب
الفارسي، و انما هو تقليد للشعر العربي .. و تعد القصيده عند العرب ارقي النماذج
الشعريه، و يعزو جرجي زيدان ذلك الي استعداد اللغه العربيه لاحتضان هذا القالب
نظراً لكثره المترادفات في هذه اللغه مما يسهّل عمليه التقفيه.
و القصيده في عرف الادب الفارسي ضرب من ضروب
الشعر الفاري لا يقل عدد ابياتها عن 14 بيتاً و تكون علي قافيه واحده و وزن واحد
مع ضروره ان يكون صدر البيت الاول بنفس القافيه، و لا حدود لعدد ابياتها و ان كان
هناك من لا يجيز تجاوزه عن 120 بيتاً.
و اغراض القصيده غير محدوده ايضاً فهي قد
تكون في المدح و الذم و الهجاء، و قد تكون ذات مضامين علميه و فلسفيه و عرفانيه. و
غالباً ما تبدأ بالغزل و النسيب و وصف الربيع.
و طريقه الانتقال من الغزل الي الموضوع
الاصلي للقصيده و التي تدعي بـ«التخلص» تتطلب براعه خاصه و حسن ذوق كبير. و نظراً
لاهميه ذلك فقد ادرج عنوان «حسن التخلص» ضمن فقرات البديع.
و من مختصات القصيده و التي درج عليها قدماء
الشعراء ان يؤتي آخرها بيت او بيتين علي شكل دعاء و يدعي هذا الدعاء بـ«الشريطه».
و قطعت القصيده مساراً طويلاً فقد ظلت حتي
نهايه القرن السادس و الذي يدعي بعصر القصيده، ضمن اطار المدح و اطراء الممدوح، مثلما
هو واضح في قصائد فرفي و انوري و ظهير الفاريابي.
و قد أجاد بعض الشعراء المعاصرين في نظم
القصيده مثل ملك الشعراء بهار و الدكتور لطف علي صورتكر، و محمود فرخ و مهرداد
اوستا.
» دورات المحاسبة الحكومية مركز ارابيا للتدريب
» دورات المحاسبة الإدارية و التكاليف مركز ارابيا
» دورات الموارد البشرية و التدريب مركز ارابيا للتدريب
» ارق الــتـــهـــانـــــي من مــــركـــــز ارابـــيــــــــا للــتـــدريــــــــــب
» دورات المحاسبة
» دورات الاقتصاد و البنوك مركز ارابيا
» دورات مركز ارابيا في القانون والعقود والمناقصات
» دورات مركز ارابيا في الهندسة المدنية و الإنشائية