أكبر الصُلح العشائرية
في الاردن ( صلحة الرميث بزعامة الشيخ امكازي اخوارشيدة)
عراك بين الانسان واخيه
الانسان من اجل القوت ، شعوب لم يكن يحكمها سوى العادات والتقاليد , حيث
كان الغزو مفخرة وناموساً ، وكما يقول المثل ( اللي ما يخم الساحة , ما
يستاهل المناحة ) ، حيث كان عدد الرجال هو مقياس الثقل العشائري( عد ارجالك
وارد الما ) ، ما بين فلاح بسيط وقانع بقسمة الله له ، يزرع ويفلح الارض ،
متفيئا ظلال الزيتون والعنب ، ناشئا على حب السلم والسلام , و متشبثا
بالارض التي هي مصدر رزقه ، وبين البدوي الذي يطوي ثنايا الصحاري تحت سنابك
فرسه , باحثا عن الرزق حيث هو ، متحليا بالاخلاق التي املتها عليه الفطرة ،
متغنيا بامجاد الاباء ، ماشيا وراء ماشيته , يغذ السير باحثا لها عن مراعي
حسنة.
كانت القبائل العربية تقوم
بهجرة البادية في الربيع وتقصد الشمال حيث الخصب والخضرة ، وبعد ان يلملم
الخريف اطراف عمامته وينكشف الصيف حاسرا عن رأسه ، يعود البدو الرحل الى
بلادهم باحثين عن دفء صحراءهم الحنون في الشتاء, فكانت اشبه برحلة الشتاء
والصيف ، وكانوا اثناء رحلتهم هذه يصتدمون باهالي القرى في طريقهم من اجل
الاقتيات ، وتحدث غزوات عديدة بينهم وبين اهل هذه القرى ومناوشات حادة
السنان , ومن هذه العشائر البدوية السرحان والخوالد والرولة وبني صخر ,
وحدثت العديد من الوقائع بينهم وبين اهل الرمثا وجوارها ومنها وقعة الشلالة
عام 1918 م وحادثة مقتل الشيخ صالح الصالح ووقعة الرميث الاولى عام 1919 م
والاعتداء الذي وقع من قبل بني خالد على الطرةعام 1920 م ووقعة اليهودية
والجبيل عام 1919 م ووقعة ام الهوى والطوال وختمت بوقعة الرميث الاخيرة عام
1920 م بين بني صخر والسرحان وعشائر الصقر بقيادة مجلي الكليب وحديثه
الخريشا وماجد الزبن وبين الفلاحين بقيادة الشيخ فواز البركات الزعبي وختمت
هذه الغزوات الدامية باتفاقية الصلح التي اورد ذركها العقيد الركن
المتقاعد فاروق نواف السريحين في كتابه مدينة الرمثا ولوائها ، ونحيل
الكلام عن هذا الصلح اليه حيث يقول : قامت عشيرة بني حسن بالتوسط بين
الفرقاء المعنيين بزعامة امكازي اخوارشيدة ، فقام بنوا خالد باجراء الصلح
منفردا في الرمثا , وسمحوا فيه بكل شيء ، اما الرماثنة وبنو صخر والسرحان
فجرت مباحثات اولية بين الشيخ فواز البركات من جهة وبين مندوب القبائل
البدوية الشيخ منصور القاضي ، وحضر المباحثات الشيخ سعيد العلي البطاينة في
قرية رحاب وذلك يوم الاثنين 20 محرم 1339 ه \ 4 تشرين اول 1920 م .
اشترط الرماثنه
خلا المباحثات على ان تعود الخيل والعدوله مثاني وكذلك تعود القرضه وان
يكون الصلح ( حفار ودفار) اي انهاء الخصومة بلا قيد ولا شرط ، كما
اشترطت القبائل ان يكون الصلح من غباغب بحوران الى الرمثا ، ومن جبل الدروز
الى الشلالة بالنسبة للرماثنة اما بالنسبة لسعد باشا العلي فاشترطوا عليه
ان يكون صلحه عن جبل عجلون كاملا وليس عن نفسه .
وفي يوم
الثلاثاء 6 صفر 1339 ه \ 19 تشرين اول 1920 م اجتمعت الاطراف المعنية
لاجراء الصلح في مضارب بني حسن في رحاب برئاسة امكازي اخوارشيدة وحضر
الاجتماع من بني صخر كل من الشيوخ حديثه الخريشا ومطيع بن زهير وعموم وجوه
بني صخر وعن العيسى الشيخ بدر بن ماضي عن العيسى , والشيخ فواز البركات
وعدد من وجهاء الرمثا واللواء وحضر سعد باشا العلي البطاينة عن عجلون ,
وكان في حراسة فواز البركات كل من سليمان الدرايسة وفاضل احمد وعليان
المخادمة وعايد السريحين وفضيل الياسين الخزاعلة ، وتحدث اخوارشيدة وطالب
الفرقاء المعنيين الصلح ، اما الشيخ حديثه الخريشا فطالب بدم الشيخ صالح
الصالح وقاله عنه بانه عمود السماء اما باقي القتلى ( حفار ودفار) فاحتج
الشيخ فواز على ذلك وطلب بان يكون الصلح ( حفار ودفار) وان ابنه عبد الكريم
الفواز بدل الشيخ صالح الصالح كما طالب باعادة الاموال والودائع والديون
التي كانت بين افراد الطرفين قبل الحرابة وكذلك تم الاتفاق على التسامح
وتصافح الجميع على ان يكون فواز البركات ممثلا عن حوران ( كانت الرمثا حتى
ذلك التاريخ تابعة لحوران ) وسعد باشا العلي عن جبل عجلون وحديث الخريشا عن
الخرشان ومطيع بن زهير عن الجبور وكلاهما من بني صخر وبدر بن ماضي عن
العيسى.
وانتهت بهذا
الصلح المعارك الدامية بين ابناء الارض الواحدة وعم السلم والمودة بينهم ،
وانقشعت تلك الغيمة المكفهرة من النزاعات وطويت تلك الصفحة ذات الاحرف
السوداء ، وزالت اسباب التعارك , الى هذا اليوم في المملكة الاردنية
الهاشمية المعطاءة , كريمة المنبت , طيبة الثمر .
في الاردن ( صلحة الرميث بزعامة الشيخ امكازي اخوارشيدة)
عراك بين الانسان واخيه
الانسان من اجل القوت ، شعوب لم يكن يحكمها سوى العادات والتقاليد , حيث
كان الغزو مفخرة وناموساً ، وكما يقول المثل ( اللي ما يخم الساحة , ما
يستاهل المناحة ) ، حيث كان عدد الرجال هو مقياس الثقل العشائري( عد ارجالك
وارد الما ) ، ما بين فلاح بسيط وقانع بقسمة الله له ، يزرع ويفلح الارض ،
متفيئا ظلال الزيتون والعنب ، ناشئا على حب السلم والسلام , و متشبثا
بالارض التي هي مصدر رزقه ، وبين البدوي الذي يطوي ثنايا الصحاري تحت سنابك
فرسه , باحثا عن الرزق حيث هو ، متحليا بالاخلاق التي املتها عليه الفطرة ،
متغنيا بامجاد الاباء ، ماشيا وراء ماشيته , يغذ السير باحثا لها عن مراعي
حسنة.
كانت القبائل العربية تقوم
بهجرة البادية في الربيع وتقصد الشمال حيث الخصب والخضرة ، وبعد ان يلملم
الخريف اطراف عمامته وينكشف الصيف حاسرا عن رأسه ، يعود البدو الرحل الى
بلادهم باحثين عن دفء صحراءهم الحنون في الشتاء, فكانت اشبه برحلة الشتاء
والصيف ، وكانوا اثناء رحلتهم هذه يصتدمون باهالي القرى في طريقهم من اجل
الاقتيات ، وتحدث غزوات عديدة بينهم وبين اهل هذه القرى ومناوشات حادة
السنان , ومن هذه العشائر البدوية السرحان والخوالد والرولة وبني صخر ,
وحدثت العديد من الوقائع بينهم وبين اهل الرمثا وجوارها ومنها وقعة الشلالة
عام 1918 م وحادثة مقتل الشيخ صالح الصالح ووقعة الرميث الاولى عام 1919 م
والاعتداء الذي وقع من قبل بني خالد على الطرةعام 1920 م ووقعة اليهودية
والجبيل عام 1919 م ووقعة ام الهوى والطوال وختمت بوقعة الرميث الاخيرة عام
1920 م بين بني صخر والسرحان وعشائر الصقر بقيادة مجلي الكليب وحديثه
الخريشا وماجد الزبن وبين الفلاحين بقيادة الشيخ فواز البركات الزعبي وختمت
هذه الغزوات الدامية باتفاقية الصلح التي اورد ذركها العقيد الركن
المتقاعد فاروق نواف السريحين في كتابه مدينة الرمثا ولوائها ، ونحيل
الكلام عن هذا الصلح اليه حيث يقول : قامت عشيرة بني حسن بالتوسط بين
الفرقاء المعنيين بزعامة امكازي اخوارشيدة ، فقام بنوا خالد باجراء الصلح
منفردا في الرمثا , وسمحوا فيه بكل شيء ، اما الرماثنة وبنو صخر والسرحان
فجرت مباحثات اولية بين الشيخ فواز البركات من جهة وبين مندوب القبائل
البدوية الشيخ منصور القاضي ، وحضر المباحثات الشيخ سعيد العلي البطاينة في
قرية رحاب وذلك يوم الاثنين 20 محرم 1339 ه \ 4 تشرين اول 1920 م .
اشترط الرماثنه
خلا المباحثات على ان تعود الخيل والعدوله مثاني وكذلك تعود القرضه وان
يكون الصلح ( حفار ودفار) اي انهاء الخصومة بلا قيد ولا شرط ، كما
اشترطت القبائل ان يكون الصلح من غباغب بحوران الى الرمثا ، ومن جبل الدروز
الى الشلالة بالنسبة للرماثنة اما بالنسبة لسعد باشا العلي فاشترطوا عليه
ان يكون صلحه عن جبل عجلون كاملا وليس عن نفسه .
وفي يوم
الثلاثاء 6 صفر 1339 ه \ 19 تشرين اول 1920 م اجتمعت الاطراف المعنية
لاجراء الصلح في مضارب بني حسن في رحاب برئاسة امكازي اخوارشيدة وحضر
الاجتماع من بني صخر كل من الشيوخ حديثه الخريشا ومطيع بن زهير وعموم وجوه
بني صخر وعن العيسى الشيخ بدر بن ماضي عن العيسى , والشيخ فواز البركات
وعدد من وجهاء الرمثا واللواء وحضر سعد باشا العلي البطاينة عن عجلون ,
وكان في حراسة فواز البركات كل من سليمان الدرايسة وفاضل احمد وعليان
المخادمة وعايد السريحين وفضيل الياسين الخزاعلة ، وتحدث اخوارشيدة وطالب
الفرقاء المعنيين الصلح ، اما الشيخ حديثه الخريشا فطالب بدم الشيخ صالح
الصالح وقاله عنه بانه عمود السماء اما باقي القتلى ( حفار ودفار) فاحتج
الشيخ فواز على ذلك وطلب بان يكون الصلح ( حفار ودفار) وان ابنه عبد الكريم
الفواز بدل الشيخ صالح الصالح كما طالب باعادة الاموال والودائع والديون
التي كانت بين افراد الطرفين قبل الحرابة وكذلك تم الاتفاق على التسامح
وتصافح الجميع على ان يكون فواز البركات ممثلا عن حوران ( كانت الرمثا حتى
ذلك التاريخ تابعة لحوران ) وسعد باشا العلي عن جبل عجلون وحديث الخريشا عن
الخرشان ومطيع بن زهير عن الجبور وكلاهما من بني صخر وبدر بن ماضي عن
العيسى.
وانتهت بهذا
الصلح المعارك الدامية بين ابناء الارض الواحدة وعم السلم والمودة بينهم ،
وانقشعت تلك الغيمة المكفهرة من النزاعات وطويت تلك الصفحة ذات الاحرف
السوداء ، وزالت اسباب التعارك , الى هذا اليوم في المملكة الاردنية
الهاشمية المعطاءة , كريمة المنبت , طيبة الثمر .
الثلاثاء يوليو 09, 2019 9:29 pm من طرف يوسف ارابيا
» دورات المحاسبة الحكومية مركز ارابيا للتدريب
الثلاثاء يونيو 18, 2019 8:36 pm من طرف يوسف ارابيا
» دورات المحاسبة الإدارية و التكاليف مركز ارابيا
الإثنين يونيو 17, 2019 8:57 pm من طرف يوسف ارابيا
» دورات الموارد البشرية و التدريب مركز ارابيا للتدريب
الإثنين يونيو 10, 2019 7:53 pm من طرف يوسف ارابيا
» ارق الــتـــهـــانـــــي من مــــركـــــز ارابـــيــــــــا للــتـــدريــــــــــب
الثلاثاء يونيو 04, 2019 6:36 pm من طرف يوسف ارابيا
» دورات المحاسبة
الأحد يونيو 02, 2019 3:42 pm من طرف Maro
» دورات الاقتصاد و البنوك مركز ارابيا
الأربعاء مايو 29, 2019 8:47 pm من طرف يوسف ارابيا
» دورات مركز ارابيا في القانون والعقود والمناقصات
الثلاثاء مايو 28, 2019 3:46 pm من طرف يوسف ارابيا
» دورات مركز ارابيا في الهندسة المدنية و الإنشائية
الخميس مايو 23, 2019 4:12 pm من طرف يوسف ارابيا